للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان داود الطائي (١) يترنم بالآية في الليل، فيرى من سمعه أن جميع الدنيا جمع في ترنمه (٢)

وقال أحمد بن الحواري (٣) إني لأقرأ القرآن، فأنظر في آية منه، فيحار فيها عقلي، وأعجب من حفاظ القرآن كيف يهنيهم النوم، ويسعهم أن يشتغلوا بشيء من الدنيا، وهم يتلون كلام الله، أما لو فهموا ما يتلون، وعرفوا حقه، وتلذذوا به، واستحلوا المناجاة به؛ لذهب عنهم النوم؛ فرحا بما قد رزقوا (٤)

الوجه الخامس: أن هذا السماع مخالف لإجماع المسلمين، فإنه ليس فيهم من جعل السماع دينا وطاعة (٥)

الوجه السادس: أن الصادق من هؤلاء في دعواه أن مراده التقرب، وقليل ما هم (٦) ملبوس عليه؛ حيث تقربوا إلى الله عز


(١) تقدمت ترجمته. ') ">
(٢) نقله ابن رجب في نزهة الأسماع ضمن مجموع الرسائل ٢/ ٤٧٠. ') ">
(٣) تقدمت ترجمته. ') ">
(٤) نقله ابن رجب في نزهة الأسماع ضمن مجموع الرسائل ٢/ ٤٧٠، وينظر: جامع العلوم والحكم ٢/ ٣٤٢ - ٣٤٣. ') ">
(٥) ينظر: نزهة الأسماع ضمن مجموع الرسائل ٢/ ٤٥٨، ٤٦٢. ') ">
(٦) فإن ممن يدعي ذلك؛ متسترا به، ومرامه الوصول إلى بلوغ غرض نفسه، من نيل لذته، وهذا مخادع ملبس. يراجع: نزهة الأسماع ضمن مجموع الرسائل ٢/ ٤٦١.