للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالكيس، والسعي في الأسباب المباحة، ويتوكل على الله بعد سعيه، وهذا كله إشارة إلى أن التوكل لا ينافي الإتيان بالأسباب، بل قد يكون جمعهما أفضل" (١)

وإذ تمهدت القاعدة الشرعية في الأسباب، وأن التوكل لا ينافي الإتيان بالأسباب، وأن الجمع بينهما هو الأفضل، فيبقى النظر في المقام الثاني، وهو أقسام الأعمال التي يعملها العبد وصلتها بالأسباب، وهي عند ابن رجب ثلاثة أقسام:

القسم الأول: ما يلزم من الإتيان بالأسباب فيها.

وهي الطاعات التي أمر الله تعالى عباده بها، وجعلها سببا للنجاة من النار، ودخول الجنة.

فهذه لا بد من الإتيان بها مع التوكل على الله فيها والاستعانة به عليها، فمن قصر في شيء مما وجب عليه من ذلك استحق العقوبة في الدنيا والآخرة، شرعا وقدرا (٢)

القسم الثاني: ما يلزم من تعاطي الأسباب فيها، وإن كان الناس يتفاوتون في مقدار ما يتعاطونه من هذه الأسباب.

وهذا فيما أجرى الله العادة به في الدنيا، وأمر عباده بتعاطيه،


(١) جامع العلوم والحكم ٢/ ٥٠٧. ') ">
(٢) ينظر: جامع العلوم والحكم ٢/ ٤٩٩. ') ">