للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كالأكل عند الجوع، والشرب عند العطش، والاستظلال من الحر، والتدفؤ من البرد، ونحو ذلك، فهذه يجب على المرء تعاطي أسبابه، ومن قصر فيه حتى تضرر بتركه مع القدرة على استعماله، فهو مفرط يستحق العقوبة، لكن الله سبحانه قد يقوي بعض عباده من ذلك على ما لا يقوى عليه غيره، فإذا عمل بمقتضى قوته التي اختص بها عن غيره، فلا حرج عليه، ومن كلف نفسه ذلك حتى أضعفها عن بعض الواجبات، فإنه ينكر عليه ذلك (١)

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يواصل في صيامه، وينهى عن ذلك أصحابه، ويقول لهم: «إني لست كهيئتكم، إني أطعم وأسقى» (٢)

وكان لبعض السلف من القوة على ترك الطعام والشراب ما ليس لغيرهم، ولا يتضررون بذلك، كابن الزبير (٣) وإبراهيم التيمي (٤)


(١) ينظر: جامع العلوم والحكم ٢/ ٤٩٩. ') ">
(٢) رواه البخاري في صحيحه ٣١٥ رقم ١٩٦٢، ومسلم في صحيحه ٤٤٨ رقم ١١٠٢.
(٣) ينظر: المصنف، لابن أبي شيبة ١٩/ ٢٦٢ رقم ٣٥٩٧٤. ') ">
(٤) أبو أسماء إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي، المتوفى سنة ٩٢ هـ. أخباره في: سير أعلام النبلاء ٥/ ٦١، وتهذيب التهذيب ١/ ٩٢، وتقريب التهذيب ١١٨.