الحقيقي لفهم السنة، فإنه لا يجد فيهم من ترك الأسباب بدعوى صدق التوكل.
والحافظ ابن رجب نفسه قد ساق جملة مما جاء عنهم في ذلك، وتقدم إيراد بعضه، وتقدم أيضا في أول المبحث ما جاء عن الإمام أحمد، والفضيل بن عياض في كلام متين جليل حول هذه المسألة.
وأخيرا فإن العلامة ابن رجب رحمه الله قد علق ترك الأسباب الظاهرة بمن قوي يقينه حتى يباشر العمل دون بذل للسبب، وهذا في حقيقته تطلب للخوارق والكرامات، والذي قرره ابن رجب رحمه الله في ذلك أن هذا المقصد مخالف لما أجرى الله به العادة، والصالحون لا يتطلبون هذه الكرامات، ولا يغترون بها وعلى هذا فإن من عمل عملا دون الإتيان بأسبابه المشروعة، فإنه متطلب للكرامة، مخالف لهدي الصالحين، والله أعلم.