للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يدخلون المفازات بلا زاد؟

وقد جاء في رواية الخبر: «فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الدعوات، ورفع يديه، فقال: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} (١)

ثم إن إبراهيم عليه السلام رسول يوحى إليه، وقد جاء في سياق القصة ما يدل على أن صنيعه عليه السلام عمل بأمر الله تعالى، فقد جاء فيها أن أم إسماعيل تبعت إبراهيم فقالت: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مرارا، وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذا لا يضيعنا» (٢)

ومن نظر في هدي الصحابة رضوان الله عليهم، وهم المثال


(١) رواه البخاري: كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى: (وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) ٥٦١ رقم ٣٣٦٤.
(٢) الموضع نفسه من الحديث.