للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن يستوي الظاهر والباطن في الفراغ من الدنيا، وعدم التعلق بها، ومزاحمة أهلها، وطلب الترفع فيها، فمتى وجدت هذا الشرط في العبد، فهو الزاهد الحقيقي.

وقد جاء في الخبر: «الزهادة في الدنيا ليست بتحريم الحلال، ولا إضاعة المال، ولكن الزهادة في الدنيا ألاّ تكون بما في يديك أوثق مما في يد الله، وأن تكون في ثواب المصيبة إذ أنت أصبت بها أرغب فيها لو أنها بقيت لك، وأن يكون مادحك وذامك في الحق سواء» (١)

وهذا تفسير للزهد بثلاثة أشياء كلها من أعمال القلوب، لا من أعمال الجوارح، ولهذا قيل: لا تشهد لأحد بالزهد، فإن الزهد في القلب


(١) جاء مرفوعا عند الترمذي في الجامع: كتاب الزهد، باب ما جاء في الزهادة في الدنيا ٥٣٥ رقم ٢٣٤٠، وابن ماجه في السنن: كتاب الزهد، باب الزهد في الدنيا ٥٩٨ رقم ٤١٠٠ من حديث أبي ذر (دون قوله: وأن يكون مادحك وذامك في الحق سواء)، وجاء موقوفا عند الإمام أحمد في الزهد (١٨) من كلام أبي مسلم الخولاني، وعند ابن أبي الدنيا من كلام يونس بن ميسرة (مع الزيادة)، والصحيح عند ابن رجب وقفه. ينظر: جامع العلوم والحكم ٢/ ١٧٩ - ١٨٠، مع الحاشية.