للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لديه (١)

وحال من طلب الدنيا بإظهار الزهد فيها خداع قبيح جدا، وكان أبو سليمان الداراني (٢) يعيب على من لبس عباءة، وفي قلبه شهوة من شهوات الدنيا تساوي أكثر من قيمة العباءة.

وهو يشير إلى أن إظهار الزهد في الدنيا باللباس الدنيء إنما يصلح لمن فرغ قلبه من التعلق بها، بحيث لا يتعلق قلبه بأكثر من قيمة ما لبسه، حتى يستوي ظاهره وباطنه في الفراغ من الدنيا (٣)

وقد كان من الزهاد والعارفين، كالفضيل، وداود الطائي (٤) من يكرهون الشهرة غاية الكراهة، ويذمون أنفسهم غاية الذم، ويسترون أعمالهم غاية الستر (٥)

ومن خلال العرض المتقدم ينجلي المنهج الحق في الزهد في الدنيا، وأنه من هدي المرسلين، ومواطن الاقتداء بهم، وشرطه


(١) ينظر: شرح حديث (ما ذئبان جائعان) ضمن مجموع الرسائل ١/ ٧٨. ') ">
(٢) تقدمت ترجمته. ') ">
(٣) ينظر: شرح حديث (ما ذئبان جائعان) ضمن مجموع الرسائل ١/ ٧٩ - ٨٠. ') ">
(٤) تقدمت ترجمتهما. ') ">
(٥) ينظر: شرح حديث (ما ذئبان جائعان) ضمن مجموع الرسائل ١/ ٨٧، ويراجع: حلية الأولياء ٧/ ٣٤٢، ٨/ ٨٨. ') ">