للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما يقف عليه الناظر في سير بعض العباد والمتصوفة من أحوال يرونها، أو يراها فيهم من قل حظه من ميراث النبوة على أنها من صفات الكمال، ومواطن المدح والثناء.

وإن كان في هؤلاء من هو من أهل الصدق والجد والاجتهاد، فإنه لا يقتدى بهم، وإنما يقتدى بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن خير الهدي هديه صلى الله عليه وسلم، ومن أطاعه فقد اهتدى، ومن اقتدى به وسلك وراءه وصل إلى الله عز وجل (١)

وانظر إلى فقه ورثة الأنبياء في إنكارهم لهذه الأحوال، فقد رأى عمر رضي الله عنه أحد من كان يحرم من مكان بعيد، فيقدم مكة وقد أصابه الجهد، وهو سيئ الحالة، فأخذ عمر بيده، وجعل يدور به الحلق، ويقول للناس: انظروا إلى ما يصنع هذا بنفسه، وقد وسع الله عليه (٢)

ولما ذكر لعمرو بن ميمون (٣) أن رجلا كان يصوم ويواصل


(١) ينظر: لطائف المعارف ٤٤٧. ') ">
(٢) وينظر: لطائف المعارف ٤٤٧. ') ">
(٣) أبو عبد الله عمرو بن ميمون الأودي المذحجي الكوفي، المتوفى سنة ٧٥ هـ. أخباره في: حلية الأولياء ٤/ ١٤٨ - ١٥٤، وصفة الصفوة ٣/ ٢٤ - ٢٥، وسير أعلام النبلاء ٤/ ١٥٨ - ١٦١.