للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}، وقال سبحانه: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى}.

فموضوع هذا الإعلان هو الهدى الذي يكون في كل أمة من خلقه لا تخلو منه أمة، يُرسِل به أنبياءه ورسله، ويُضَمِّنه كتبه، هو سبب إرسال الرسل، وهو سبب نزول آيات كتب الله، فإن الآيات المقررة للصلة بين الله وخلقه هي المقصود الأساس من إنزال الكتب، وليست هي من جنس أسباب نزول آيات الأحكام التي تنزل حسب الوقائع والأحداث بل هي الهدى الذي تنزل الأحكام لتقيم الخلق عليه فيستقيموا فيه، كما قال صلى الله عليه وسلم: «قل آمنت بالله ثم استقم» (١)

وفي الجملة فإن هذا الإعلان تذكيرٌ بالعهد الذي عهد به سبحانه إلى خلقه، {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٦٠) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ}.

وقد كتبت هذه الدراسة في تدبر هذه الآية الكريمة وسبر فقه معانيها،


(١) أخرجه مسلم ١/ ٦٥ رقم ٣٨.