للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وللتعليل معان سيأتي ذكرها في المبحث القادم.

(يعبدون) هذا فعل، والفعل يلاحظ فيه ثلاثة أمور يعبر به عنها: إرادته، والقدرة عليه، ووقوعه (١) و (يعبدون) معبر به عن الإرادة أي أريد أن يعبدون، ويدل له أمران:

١ - قوله في الآية بعدها: {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} فعلق الفعل بالإرادة وهو يفسر المعبر به بفعل (يعبدون) فيكون بمعناه، فيكون المعنى: أريد منهم أن يعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون.

٢ - أنه لا يحتمل التعبير به عن الوقوع ولا عن القدرة، أما عدم احتمال التعبير به عن الوقوع فلأن أكثر الخلق لم يقع ولا يقع منهم أن يعبدوا الله وحده، قال سبحانه: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}، والآية نفسها في التعريض بمخالفة المشركين للواجب عليهم من عبادة الله وخروجهم عن مقتضاه إلى عبادة سواه سبحانه، وأما عدم احتمال التعبير به عن القدرة؛ فلأن الله وإن كان قادرًا على أن يجعل الخلق عابدين له إلا أنه شاء ألاَّ


(١) انظر مغني اللبيب ١/ ٦٨٨. ') ">