للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يهديهم أجمعين، قال سبحانه: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} وقال: {وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} والآيات في هذا المعنى عديدة.

قال الكفوي: "ما وصف بكونه مرادًا بلا وقوع له فليس المراد به إلا إرادة التكليف به فقط، فليس المراد بقوله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} وقوع العبادة بل الأمر بها" (١)

فيكون معنى: {لِيَعْبُدُونِ} لآمرهم بعبادتي، وأكلفهم بطاعة الأمر، سواء وقعت منهم الطاعة أو لم تقع، فإن الوقوع غير ملاحظ في الفعل ولم يعبر به له بل لإرادته.

وإذا كان ذلك كذلك فإن العبادة المرادة في الفعل هنا هي العبادة الشرعية التي هي: "اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة" (٢) ويكون المراد من الخلق أن يخضعوا لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة خضوعًا


(١) الكليات ٧٦. ') ">
(٢) الفتاوى ١٠/ ١٤٩. ') ">