ومن دلالته: تأكيد الأمر بعبادة الله وحده، بأقصى غاية التأكيد وهو تعليل وجودهم به.
المطلب الثاني: دلالة القصر:
في الآية استثناء بعد نفي، وهذا أسلوب من أساليب القصر، يقصر فيه المستثنى منه على المستثنى ويحصره فيه لا غير، والمقصور في الآية هو علة خلق الله الخلق على إرادته أن يعبدوه، ومفهومه أن لا غاية من خلق الخلق إلا هذه.
والقصر نوعان:
حقيقي: وهو تخصيص شيء بشيء بالنسبة إلى جميع ما عداه بحيث لا يتجاوزه على الإطلاق.
وإضافي: وهو تخصيص شيء بشيء بالنسبة إلى بعض ما عداه (١)
ولذلك فإن القصر في الآية إضافي؛ لأن فيه تخصيص العلة من خلق الخلق في إرادته سبحانه أن يعبدوه بالنسبة إلى مراده الشرعي، فلا علة لخلق الخلق من حيث مراده الشرعي عز وجل إلا هذه لا غير، ولكن ثمة علل أخر بالنسبة إلى مراده القدري الكوني منها: