٣ - أن للاستئناف مزيد معنى تدل عليه عبارة الآية لا يكون مع العطف.
٤ - أن المعنى المذكور في التقدير وهو إرسال الرسل للأمر بعبادة الله وحده لا يفوت بالقول بالاستئناف.
وعلى كل حال فإن معرفة الفصل والوصل في الكلام من أعظم أركان البلاغة حتى عرف بعضهم البلاغة بأنها (معرفة الفصل والوصل) وجعله الجرجاني من أسرار البلاغة ومما لا يأتي لتمام الصواب فيه إلا الأعراب الخلص، والأقوام طبعوا على البلاغة وأتوا فنًا من المعرفة في ذوق الكلام هم بها أفراد (١)
هذا والاستئناف في الآية التفات إلى دلالات مهمة:
أحدها: تبرير ما ذكر في سياق السورة كما تقدم، ومنه إرسال الرسل بالأمر بعبادة الله وحده، فإن الله إنما أرسل الرسل بذلك لأنه خلق الخلق له، وهذا من تدبيره الذي أجرى به قضاءه سبحانه:{قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى}.
ومن دلالات الاستئناف: التعريض بالمشركين إذ خرجوا عما يجب أن يكونوا عليه من توحيد الله وإفراده بالعبادة وتقريعهم وتوبيخهم،