للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لمجرد الاشتراك لا لمعنى آخر.

وهذا المعنى في هذا التقدير وإن كان صحيحًا إلا أنه ترد عليه أمور:

١ - أنه غير ملفوظ في الآيات.

٢ - أن حمل الآيات عليه متكلف؛ لأنه جمع لعدة آيات استقل كل منها بمعنى في معنى يفهم منها لتكون آية (ما خلقت .. ) معطوفة عليه، فإن آية {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} أمر عام بعبادة الله وآية: {وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} أمر بضابط العبادة وأنها مع الشرك لا معنى لها (١) وآية {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} بيان لموقف المشركين من الرسل وما أجابوهم به. فهذه معان متباينة وردت كل آية لتفيد واحدًا منها، ثم يفهم من الآية الأخيرة {كَذَلِكَ مَا أَتَى} أن الرسل جاءت بما في الآيتين قبلها. فالتقدير الذي أراده ابن عاشور فهمٌ غير ملفوظ في الآيات ناشئ عن تقديم وتأخير في الآيات، ومثل هذا وإن صح فهمًا إلا أن الحكم به على الواو بأنها للعطف تكلف، فإن العطف يكون على مذكور منطوق أو محذوف دل عليه مذكور.


(١) انظر حاشية ابن المنير على الكشاف:**الانتصاف فيما تضمنه الكشاف من الاعتزال** ٤/ ٣١. ') ">