فيها في السورة نفسها:{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} علة، فظهر أن التعليل في الآية متعلق بإرادته الشرعية لا القدرية.
ثم إن القصر الإضافي ثلاثة أقسام:"قصر إفراد وقلب وتعيين، فقولنا:(ما قام إلا زيد) لمن اعتقد أن القائم هو زيد وعمرو كلاهما قصر إفراد، ولمن اعتقد أن القائم عمرو لا زيد: قصر قلب، ولمن تردد أن القائم هل هو زيد أو عمرو: قصر تعيين"(١) وبالنظر إلى فعل المخالفين في شركهم مع الله غيره في العبادة واعتقادهم أن العبادة لا تكون لواحد بل لا تكون إلا لمعبودات متعددة حتى قالوا: {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} فجزموا ببطلان إفراد الله في العبادة وحكموا بفساد الدعوة إلى إفراده بالعبادة، وقال قوم شعيب:{قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} فجزموا أن ترك المعبودات إلى عبادة الله وحده ليس من الحلم والرشد، وهذا منهم مع إقرارهم بإفراد الله في خلقهم {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}