للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن الشرك، فذكرهما معًا جميعًا مقترنين، وفي ذلك دلالة بينة على أن المراد بالعبادة التوحيد وإفراد الله بها؛ لأنه نهي عن عبادة غير الله مع الله وأمر بالتوحيد، وإفراد الله بالعبادة، قال الله: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} وقال سبحانه: {قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ} وقال: {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا} وقال: {قُلْ يَا أَهْل الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا} وقال: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}.

٢ - ما تقدم ذكره من أن المعنى المعبر عنه بالفعل في الآية هو الإرادة، أي أريد أن يعبدون، وقد تقدم ذكر أدلة ذلك، وتقدم بيان تعيُّن أن يكون المراد بالإرادة هنا الإرادة الشرعية التي هي الأمر والنهي