للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} وجعل الدنيا دار ابتلاء وامتحان ليظهر الصادق من الكاذب {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} وأمده بالحواس، وزوده بالفطرة والعقل، وهداه النجدين، ومكنه من سلوك طريق الفلاح والهدى أو الشقاء والضلال {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (٧) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (٩) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}.

ولم يهمل الله هذا الإنسان، ولم يكله إلى رأيه وهواه والشيطان، بل أرسل الرسل مبشرين ومنذرين، وأنزل معهم الكتب؛ ليعرفوا الحق من الباطل، والرشاد من الفساد، والهدى من الضلال، ولئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل {رُسُلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}.

وتوالت مواكب دعوة الأنبياء، كلهم يدعون إلى توحيد الله وإخلاص الدين له، ويحذرون من الشرك به