٢ - وإما الصفة. وهذا إذا لم يذكر المماثل كقوله تعالى:{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} فالمراد الصفة لعدم ذكر المماثل.
وكلمة مثل في هذه الآية تقتضي الشبه لوجود المماثل، لكن لا يمكن ذلك، لعدم تطابق المشبه والمشبه به لأن المشبه هو المنفق والمشبه به هو الحبة. فيكون هنالك إشكال في ذلك لأن الحبة ليست بإزاء العامل المنفق. لذا قال بعض العلماء: إنه لا بد من تقدير كلام حتى يستقيم التشبيه وهو: مثل إنفاق الذين ينفقون، أو مثل الذين ينفقون كمثل زارع حبة وقدر هذا الكلام؛ لأن الذين ينفقون لا يشبهون بالحب، بل إنفاقهم أو نفقتهم (١)
(١) ينظر: التبيان في إعراب القرآن/العكبري ١/ ١٧٧، نظم الدرر/البقاعي ١/ ٥١٥ الجامع لأحكام القرآن/القرطبي ٣/ ٣٠٣.