للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تكفل لهذا المنفق المخلص في نفقته والذي قد سلمت نفقته من المحبطات: كالمن والأذى بأن يجزيه على عمله هذا، فصار بذلك مثل أجر الأجير ملتزما بأدائه ووفائه.

وفي تقديم الخبر (لهم) على المبتدأ (أجرهم) حصر الأجر عليهم؛ لأن كل ما من حقه التأخير إذا تقدم فإنه يفيد الحصر.

{عِنْدَ رَبِّهِمْ} مدخر عند ربهم. المحسن إليهم بتربيتهم، والذي يقبل نفقاتهم الخالصة له - سبحانه وتعالى - وينميها لهم يوم القيامة. ويخلفها عليهم في الدنيا كما قال - عز من قائل -: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.

{عِنْدَ} قد يراد به الالتزام كما يقال: عندي لفلان مبلغ من المال فأنا ملتزم بوفائه. والله - عز وجل - ملتزم بوفاء هذا الأجر كما وعد بذلك.

وقد يراد به المكان فهم قريبون من الله - عز وجل - في الجنة وفي الفردوس الذي سقفه عرش الرحمن.

{رَبِّهِمْ} الرب هو: الله - عز وجل - وهو رب كل شيء أي مالكه، وله الربوبية على جميع الخلق لا شريك له ولا يقال الرب في غير الله إلا بالإضافة (١)


(١) لسان العرب ١/ ٣٩٩. ') ">