للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{النَّاسِ} أصله أناس وحذفت همزته تخفيفا. ولم يجعلوا الألف واللام فيه عوضاً من الهمزة المحذوفة، لأنه لو كان كذلك لما اجتمع مع المعوض، واللام الداخلة عليه للجنس. وهو من النوس: أي الحركة، يقال: ناس ينوس، أي: تحرك، وهو من أسماء الجموع جمع إنسان على غير لفظه (١)

{وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} الإيمان لغة: التصديق، وشرعا التصديق مع القبول والإذعان. وهو إقرار واعتراف بالشيء وهو أخص من التصديق، والتصديق ليس كافيا، كفرعون حين صدق بموسى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا}، والإيمان بالله يشمل أربعة أشياء:

الإيمان بوجود الله، والإيمان بربوبيته، والإيمان بألوهيته، والإيمان بأسمائه وصفاته.

فالذي لا يؤمن بواحد منها ليس مؤمنا بالله، لكن منها ما ينتفي الإيمان به انتفاء كاملا ومنها ما ينتفي به كمال الإيمان. وهذا الذي ذكره الله هنا وهو المنافق الذي لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر، ولا


(١) ينظر لسان العرب ٦/ ٢٤٥، فتح القدير ١/ ٤٠. ') ">