للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتهتانا ثم وابلا وجودا (١) فإذا أصاب هذا الوابل التراب الذي على الصفوان فسوف يزول هذا التراب لذا قال الله:

{فَتَرَكَهُ صَلْدًا} ترك هنا يتعدى إلى مفعولين؛ لأن المعنى صيره. قال ابن عباس: {صَلْدًا} ليس عليه شيء (٢) والصلد من الحجارة: الصلب الذي لا شيء عليه من نبات ولا غيره، وهو من الأرضين: ما لا ينبت فيه شيء، وكذلك من الرؤوس (٣) كذلك أعمال المنافقين بمنزلة الصفوان الذي كان عليه تراب، فأصابه الوابل من المطر، فذهب بما عليه من التراب، فتركه نقيا لا تراب عليه ولا شيء، يراهم المسلمون في الظاهر أن لهم أعمالا، كما يُرى التراب على هذا الصفوان، بما يراؤونهم به، فإذا كان يوم القيامة وصاروا إلى الله - جل جلاله - اضمحل ذلك كله. لأنه لم يكن لله، كما أذهب الوابل من المطر ما كان على الصفوان من التراب، فتركه أملس لا شيء عليه، فذلك قوله: {لا يَقْدِرُونَ} (٤) أي تركه الرياء لا يقدر على شيء مما قدم. فوجه الشبه إذاً: أن الذي ينفق


(١) الدر المصون ١/ ٦٣٨. ') ">
(٢) فتح الباري/ابن حجر٣/ ٢٧٧، كتاب الزكاة، باب الرياء في الصدقة. ') ">
(٣) جامع البيان/الطبري ٤/ ٦٦١. ') ">
(٤) المرجع السابق ٤/ ٦٦٢. ') ">