ماله رئاء يظن من رآه أنه سينتفع بذلك، كما يظن من رأى التراب على الحجر الأملس أنها أرض خصبة قابلة للنبات، ولكن الوابل يصيبها فيتركها صلدة ملساء ليس فيها ما يصلح للنبات.
{لا يَقْدِرُونَ} مستأنف لا موضع له. وإنما جُمع هنا بعدما أفرد في قوله {كَالَّذِي}، وما بعده؛ لأن (الذي) هنا جنس، فيجوز أن يعود الضمير إليه مفردا وجمعا. ولا يجوز أن يكون حالا من الذي؛ لأنه قد فصل بينهما بقوله {فَمَثَلُهُ} وما بعدها (١)
إذاً: صح عود واو الجماعة في {لا يَقْدِرُونَ} على الذي في {كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ}؛ لأن الذي اسم موصول يفيد العموم فهو بصيغته اللفظية مفرد، وبدلالته المعنوية جمع وذلك لعمومه.
وهؤلاء المراؤون يحاولون الانتفاع بما أنفقوا، ولكن أنى ينفعهم ذلك؟ فهم يتذكرون إنفاقهم ويأملون الانتفاع به، ولكن لا يقدرون عليه؛ لأن الله - عز وجل - قد أبطل إنفاقهم بسبب الرياء وعدم الإخلاص. وإنفاقهم يضمحل عند الله وإن ظهر لهم أعمال فيما يرى الناس كالتراب الذي على الصفوان؛ لأن الله أغنى الشركاء عن الشرك.