للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما مثل حال المنفق رئاء بالتمثيل الذي مضى، أعيد تمثيل حال المنفق ابتغاء مرضاة الله بما هو أعجب في حسن التخيل؛ فإن الأمثال تبهج السامع كلما كانت أكثر تركيبا وضمنت الهيئة المشبه بها أحوالا حسنة تكسبها حسنا ليسري ذلك التحسين إلى المشبه. وهذا من جملة مقاصد التشبيه (١) (٢)

{وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ} يقال فيها كما قيل في الآية السابقة: ومثل نفقة الذين ينفقون كمثل حبة، أو كمثل غارس حبة.

{ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا}.

{ابْتِغَاءَ} طلب وإعرابه النصب على المصدر في موضع الحال، وكان يتوجه فيه النصب على المفعول من أجله، لكن النصب على المصدر هو الصواب من جهة عطف المصدر الذي هو (تَثْبِيتًا) عليه، ولا يصح في (تَثْبِيتًا) أنه مفعول من أجله، لأن الإنفاق ليس من أجل التثبيت، وقال مكي في المشكل: كلاهما مفعول من أجله وهو مردود بما بيناه، و (مرضاة) مصدر من رضي يرضى وفي هذا دليل على إثبات رضا الله - عز وجل - وأن الله يوصف بالرضى وهو من الصفات الفعلية.


(١) التحرير والتنوير ابن عاشور ٣/ ٥٠.
(٢) التحرير والتنوير ابن عاشور ٣/ ٥٠. ') ">