للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أعاصير (١)

إذاً هذه الريح تستدير على نفسها وتنطوي وهي كالعمود إذا مرت بشيء أخذته وربما بلغت قوتها أن تقتلع الأشجار. وهذا الإعصار فيه نار وحرارة شديدة بحيث إذا مرت على الجنة تحرق الأشجار، وتتساقط الأوراق، والثمار، وتجف الأنهار بسبب شدة الحرارة.

" وسمي ذلك الهواء إعصارًا لأنه يلتف كما يلتف الثوب المعصور. وقيل: لأنه يعصر السحاب أو يعصر الأجسام المار بها. " (٢)

روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله: {إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ} قال: ريح فيها سموم شديدة (٣) وقال السدي: الإعصار الريح والنار السموم (٤)

{فِيهِ نَارٌ} تذكير الضمير لاعتبار التذكير في {إِعْصَارٌ}.

والتنوين في النار للتعظيم. وذكر الله - سبحانه - الإعصار ووصفه بما ذكر، ولم يقتصر على ذكر النار كأن يقال - فأصابها نار - {فَاحْتَرَقَتْ} لما في تلك الجملة من البلاغة ما فيها لمن دقق النظر،


(١) لسان العرب/ابن منظور ٤/ ٥٧٨. ') ">
(٢) روح المعاني/الألوسي٣/ ٣٨. ') ">
(٣) الدر المنثور/السيوطي١/ ٣٤١. ') ">
(٤) الجامع لأحكام القرآن/القرطبي ٣/ ٣١٩. ') ">