للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والفعل المقرون بالفاء عطف على (أصابها)، وقيل: على محذوف معطوف عليه أي فأحرقها فاحترقت (١) والمراد بالنار إما السموم الشديد أو البرد الشديد (٢)

وهذا دليل على أن النار تطلق على كل ما يحرق الشيء ولو بتجفيف رطوبته، ومنه:

(الصر) البرد الشديد كالحر الشديد كلاهما يحرق الشجر والنبات - والله تعالى أعلم - وهذا المثل ضربه الله - عز وجل - لمن ينفق ويضم إلى إنفاقه ما يحبطه. فهو في حسرة وأسف وندامة إذا كان يوم القيامة واشتدت الحاجة إلى ذلك ووجده هباء منثورا. كصاحب الجنة التي أصابها الإعصار فاحترقت عند كبر سنه وعجزه وضعف ذريته وقلة حيلته، فليس لديه قوة فيغرس مثل بستانه. كذلك المنفق المبطل نفقته لا يجده قدم لنفسه خيرًا يعود عليه، كما لم يغن عن هذا ولده، وحُرم أجره عند أشد الحاجة إليه، كما حرم هذا جنته عند شدة حاجته إليها، خيبة الأمل حين رجاء المنفعة.

روى ابن جرير - رحمه الله - عن السدي قوله: هذا مثل آخر لنفقة


(١) روح المعاني/الألوسي٣/ ٣٨. ') ">
(٢) ينظر: جامع البيان/الطبري ٤/ ٦٩٠ - ٦٩٣. ') ">