للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرياء، أنه ينفق ماله يرائي الناس، فيذهب ماله منه وهو يرائي، فلا يأجره الله فيه، فإذا كان يوم القيامة واحتاج إلى نفقته، وجدها قد أحرقها الرياء فذهبت، كما أنفق هذا الرجل على جنته، حتى إذا بلغت، وكثر عياله، واحتاج إلى جنته، جاءت ريح فيها سموم، فأحرقت جنته، فلم يجد فيها شيئا، فكذلك المنفق رياء (١) أ. هـ.

كذلك أورد ابن جرير - رحمه الله - أقوالاً في هذه الآية:

فعن عمر، وابن عباس - رضي الله عنهم -: هذا مثل ضرب للإنسان يعمل عملاً صالحًا حتى إذا كان عند آخر عمره أحوج ما يكون إليه عَمِل عَمَلَ سوء. وعن مجاهد، وقتادة، والربيع عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أن هذا المثل للمفرط في طاعة الله حتى يموت. وعن ابن زيد: أنه مثل للمان في الطاعة. وعن ابن جريج: مثل لمن أُعطي الشباب والمال فلم يعمل حتى سلبا (٢)

قلت: والآية عامة لمن ينفق نفقة ويضم إلى إنفاقه ما يحبطه كالمن والأذى والنفاق. والله تعالى أعلم.


(١) جامع البيان/الطبري ٤/ ٦٨١ - ٦٨٢، وينظر: تفسير ابن كثير ١/ ٣١٩، تفسير البغوي ٣/ ٢٥٣، الدر المنثور/السيوطي ١/ ٣٤٠.
(٢) ينظر جامع البيان/الطبري ٤/ ٦٨١ - ٦٨٦. ') ">