للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يدخلوا ألفا، وإذا لم يذكروا الشر قالوا: أوعدته ولم يسقطوا الألف. وإذا أدخلوا الباء لم يكن إلا في الشر، كقولك: أوعدته بلضرب (١)

وقدم اسم الشيطان مسندا إليه؛ لأن تقديمه مؤذن بذم الحكم الذي سيق له الكلام وشؤمه لتحذير المسلمين من هذا الحكم، ولأن في تقديم المسند إليه على الخبر الفعلي تقوي الحكم وتحقيقه (٢)

الشيطان يخوف الإنسان من الفقر إن هو أنفق من ماله، ولكن هذا الوعد غير صحيح، لقوله - تعالى - {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ}.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ» (٣)


(١) لسان العرب ٣/ ٤٦٣ - ٤٦٤. ') ">
(٢) التحرير والتنوير/ابن عاشور ٣/ ٥٩. ') ">
(٣) صحيح مسلم ٨/ ٢١ كتاب البر والصلة، باب استحباب العفو والتواضع، الترمذي في البر والصلة، باب ما جاء في التواضع رقم (٢٠٣٠)، والموطأ ٢/ ١٠٠٠ في الصدقة، باب ما جاء في التعفف عن المسألة. قال محقق جامع الأصول: ويشهد لرواية مالك المرسلة، رواية مسلم، والترمذي ٦/ ٤٥٥.