قال الله لنبيه عليه الصلاة والسلام:{وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}. فالكتاب: العلم، والحكمة الرشد (١)
قال ابن عطية - رحمه الله - واختلف المتأولون في الحكمة في هذا الموضع:
فقال السدي: الحكمة النبوة. وقال ابن عباس: هي المعرفة بالقرآن فقهه ونسخه ومحكمه ومتشابه وعربيته. وقال قتادة ومجاهد: الحكمة الفقه في القرآن. وقال مجاهد أيضا: الإصابة في القول والفعل وقال ابن زيد وأبو زيد بن أسلم: الحكمة العقل في الدين وقال مالك: المعرفة في الدين والفقه فيه والاتباع له. وروي عن ابن القاسم أنه قال: الحكمة التفكر في أمر الله والاتباع له. وقال أيضا الحكمة طاعة الله والفقه في الدين والعمل به، وقال الربيع: الحكمة الخشية. وقال إبراهيم وزيد بن أسلم: الحكمة الفهم. وقال الحسن: الحكمة الورع.
وهذه الأقوال كلها ما عدا قول السدي قريب بعضها من بعض؛ لأن الحكمة مصدر من الإحكام وهو الإتقان في عمل أو قول،
(١) شريط مسجل للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -. ') ">