للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكتاب الله حكمة، وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - حكمة، وكل ما ذكر فهو جزء من الحكمة التي هي الجنس. أ. هـ (١)

والله - عز وجل - يعطي الحكمة من يشاء؛ لأن الأمر كله بيده {بِيَدِكَ اْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

وهو لا يعطي الحكمة إلا من يعلم أنه أهل لها، وقد ذكر سابقا في مشيئة الله - عز وجل - دائما مقرونة بالحكمة ودليله قوله - تعالى -:

{وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}.

{وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}.

من أوتي الحكمة وهي العلم والرشد فقد أوتي الخير الكثير.

{وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ} بناء للمفعول إما لأن المقصود بيان فضيلة من نال الحكمة بقطع النظر عن الفاعل، وإما لتعين الفاعل والإظهار في مقام الإضمار للاعتناء بشأن هذا المظهر ولهذا قدم من قبل على المفعول الأول وللإشعار بعلة الحكم (٢)


(١) المحرر الوجيز/ابن عطية ٢/ ٣٣٠، وينظر ابن كثير ١/ ٣٢٢، الدر المنثور/السيوطي ١/ ٣٤٨. ') ">
(٢) روح المعاني/الألوسي ٣/ ٤١. ') ">