للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتنكير {خَيْرًا كَثِيرًا} تنكير تعظيم (١)

وقد اختلف الأسلوب فقال في الأول {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ} ثم قال {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ} وذلك: بأن الحكمة قد تكون غريزة وقد تكون مكتسبة بمعنى أن الإنسان قد يحصل له مع المران ومخالطة الناس، من الحكمة وحسن التصرف ما لا يحصل له لو كان منعزلا، ولهذا أتي بالفعل المضارع المبني للمفعول؛ ليعم كل طرق الحكمة التي تأتي منها سواء أوتي الحكمة من قبل الله، أو من قبل الممارسة والتجارب، على أن ما يحصل من الحكمة بالممارسة والتجارب هو من الله - عز وجل - فهو الذي قيض لك من يفتح لك أبواب الحكمة والخير (٢)

{وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ} (يذكر) الأصل: يتذكر فأبدلت التاء ذالا لتقرب منها فتدغم (٣) والتذكر بمعنى الاتعاظ والاعتبار.

(أولوا) أصحاب وهي ملحقة بجمع المذكر السالم؛ ولهذا رفعت بالواو.


(١) الكشاف/الزمخشري ١/ ٣٤٣. ') ">
(٢) شريط مسجل للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -. ') ">
(٣) التبيان في إعراب القرآن/العكبري ١/ ١٨٣. ') ">