للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

و (من) في قوله: (من نفقة) و (من نذر) بيان لما أنفقتم ونذرتم، ولما كان شأن البيان أن يفيد معنى زائدا على معنى المبين، وكان معنى البيان هنا عين معنى المبين، تعين أن يكون المراد منه بيان المنفق والمنذور بما في تنكير مجروري (من) من إرادة أنواع النفقات والمنذورات. فأكد بذلك العموم ما أفادته ما الشرطية من العموم من خير أو شر في سبيل الله أو في سبيل الطاغوت، قال التفتازاني: مثل هذا البيان يكون لتأكيد العموم ومنع الخصوص (١) (٢) ووحد الضمير في (يعلمه) وإن كان قد تقدم شيئان: النفقة والنذر لأن العطف هنا بـ (أو) وهي لأحد الشيئين (٣)

{أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ} النذر: الإلزام وهو إيجاب المكلف على نفسه من الطاعات ما لو لم يوجبه لم يلزمه (٤) مثل أن يلتزم الإنسان قربة أو صدقة بصيغة الإيجاب على النفس كقوله: علي صدقة وعلي تجهيز غاز ونحو ذلك ويكون مطلقا ومعلقا على شيء

وأصل عقد النذر مكروه لنهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عنه


(١) التحرير والتنوير/ابن عاشور ٣/ ٦٦.
(٢) التحرير والتنوير/ابن عاشور ٣/ ٦٦. ') ">
(٣) الدر المصون ١/ ٦٤٩. ') ">
(٤) الجامع لأحكام القرآن/القرطبي ١٩/ ١٢٧. ') ">