كان قَلْبُهُ مُعَلَّقا بالْمَسجِدِ إذا خرج منه حتى يعود إليه وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ فاجْتَمَعَا عَلى ذلك وَتَفَرَّقَا وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ حَسَبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بصدقة فأَخفَاها حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ"» (١)
(وتؤتوها) عطف على (وإن تخفوها) أي: تعطوها {الْفُقَرَاءَ} جمع فقير.
لم خص الفقير بالذكر مع أن الصدقة لا تكون إلا له؟
لأن الفقير يظهر فيه ويمتاز عن غيره، إذ يعلمه الناس بحاله، بخلاف الإخفاء، فاشترط معه إيتاؤها للفقير حثا على الفحص عن حال من يعطيه الصدقة.
فعطف إيتاء الفقراء على الإخفاء المجعول شرطا للخيرية في الآية
(١) البخاري مع الفتح ٣/ ٢٩٣ في الزكاة، باب الصدقة باليمين، وفي الجماعة، باب من جلس في المسجد، وفي الرقاق، باب البكاء من خشية الله، وفي المحاربين، باب فضل ترك الفواحش، ومسلم ٣/ ٩٣ في الزكاة، باب فضل إخفاء الصدقة، والموطأ ٢/ ٩٥٢ - ٩٥٣ في الشعر، باب ما جاء في المتحابين في الله، والترمذي (٢٣٩٢) في الزهد، باب ما جاء في الحب في الله، والنسائي ٨/ ٢٢٢ - ٢٢٣ في القضاة، باب الإمام العادل.