للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحد التأويلات، وفيه تأويل آخر وهو أنها شهادة من الله - تعالى - للصحابة أنهم ينفقون ابتغاء وجه الله، فهو خير منه، لهم فيه تفضيل" (١) أهـ.

وقال البغوي - رحمه الله - في قوله (وما تنفقون):

هذه لفظة جحد ومعناه نهي، أي: لا تنفقوا إلا ابتغاء وجه الله (٢) أهـ.

وعلى هذا الرأي يكون الكلام خبرا مستعملاً في الطلب لقصد التحقيق والتأكيد.

{إِلا ابْتِغَاءَ} أي طلب وفيه وجهان (٣)

أحدهما: أنه مفعول من أجله، أي: لأجل وجه الله.

والثاني: أنه مصدر في محل الحال، أي: إلا مبتغين.

{وَجْهِ اللَّهِ} المراد الوجه الحقيقي الذي هو صفته، والذي ينبغي أن يثبت لله، دون تشبيه أو تحريف أو تعطيل.

فإنفاق هؤلاء كان من أجل أن ينظروا إلى وجه الله بعد دخولهم الجنة نظرا حقيقيا بالعين. كما قال - تعالى -: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}.


(١) المحرر الوجيز/ابن عطية ٢/ ٣٣٦. ') ">
(٢) تفسير البغوي٣/ ٢٥٨. ') ">
(٣) الدر المصون ١/ ٦٥٣. ') ">