للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والرابع: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} ذكر أنه - تعالى - عليم بما ينفقه الإنسان من الخير مقداره، وكيفيته وجهاته المؤثرة في ترتيب الثواب.

وقد حصل بمجموع هذه المرات الأربع من التحريض ما أفاد شدة فضل الإنفاق بأنه نفع للمنفق، وصلة بينه وبين ربه، ونوال الجزاء من الله وأنه ثابت له في علم الله (١)

{وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} جملة شرطية، ختمت بها الآية حثا على الإنفاق؛ لأنه إذا كان الله – عز وجل - عليما بأي خير تنفقه، فيجازي عليه، فلما كان الإنفاق مرغبا فيه من الله تعالى وكان علم الله بذلك مُسلَّماً به، تعين أن يكون الإخبار بأنه عليم بنية المنفق وامتثاله لأمر الله - عز وجل - وأن الله لا يضيع أجره بل يضاعفه له.

ويفيد أيضا عموم علم الله عز وجل لقوله: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ} فهذا عام، فأي خير ينفقه الإنسان يكون تحت علم الله، وعلمه - سبحانه - شامل لكل شيء.

وتقديم الظرف مراعاة للفواصل أو إيماء للمبالغة وتقديم كل


(١) التحرير والتنوير/٣/ ٧٧. ') ">