٢٩ - أن مما يعين على الصبر معرفة العبد بمنافع ونتائج وثمرات العلم الذي يسعى لطلبه، لذا قال الخضر:{وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا}.
٣٠ - مشروعية تعليق الأمور المستقبلة بمشيئة الله لقوله:{سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا}.
٣١ - أن الصبر بالتصبر كما أن العلم بالتعلم فلما قال الخضر لموسى:{إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} قال موسى: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا}.
٣٢ - أن التأثر بالوقائع الحسية أعظم بكثير من التأثر بالأمور المعنوية، فنجد موسى قد عزم على الصبر، واستعان بالمشيئة، وأعطى الوعد، وقبل الشرط، فلما رأى أفعال الخضر، لم يف بشيء مما وعد، بل سارع بالإنكار مباشرة، وفي عدة مرات.
٣٣ - أنه يجب على الشخص التأني والتثبت، وعدم المبادرة بالإنكار حتى يتبين له الأمر الذي أمامه.
٣٤ - أن من مصلح المتعلم التغليظ عليه أحيانا من معلمه، لما يفيده نفعا وإرشادا إلى الخير، وأن السكوت عنه قد يوقعه في الغرور والنخوة وذلك يمنعه من التعلم، فالخضر قال لموسى في المرة الثانية:(ألم أقل لك إنك) ففي هذا الأسلوب نوع