للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ثانيا: على أن تعلمني مما علمت رشدا، فأثبت له أنه متعلم منه (١)

٢٥ - تفيد هذه الآية أنه يجب على العاقل إضافة الفضل إلى أهل الفضل حيث قال موسى: {عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا}.

٢٦ - في هذه الآية دليل على أن المتعلم تبع للعالم وإن تفاوتت المراتب، ولا يظن أن في تعلم موسى من الخضر ما يدل على أن الخضر أفضل منه، فقد يشذ عن الفاضل ما يعلمه المفضول، وموسى قد أنزلت عليه التوراة، وكلمه ربه، وهو من أولي العزم من الرسل، ومع ذلك يتواضع لمعلمه هذا التواضع.

٢٧ - أن على الإنسان أن يسعى لطلب العلم النافع، كما قال موسى: {مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} فكل علم فيه رشد وهداية لطريق الخير وتحذير من طرق الشر فهو من العلم النافع.

٢٨ - أن التحلي بالصبر من أعظم الوسائل للحصول على أكبر قدر من العلم، فموسى عليه السلام لم يستمر على ملازمة الخضر


(١) لمزيد من معرفه آداب العالم والمتعلم، انظر: تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم، لبدر الدين بن جماعة، وأدب الطلب ومنتهى الأرب لمحمد بن علي الشوكاني.