دائمًا يطعن في الأمة، وفي الأفراد، وفي العلماء، وفي الولاة بلا روية، ولا خوف من الله، هم الواحد أن يقول، ويتحدث، ويتلقف الأقوال من غير مصادرها ومن لا يرى فيهم الخير، ولا يؤمل فيهم الصدق، فهم أناس انتزع الحياء من نفوسهم، فلا يبالون بما يقولون، جاء عن أبي مسعود عقبة بن عامر الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت»(١) إن هؤلاء الذين يشيعون الأخبار دون تثبت من صدقها يرجفون بالأمة، فيفتون في عضدها، ويضعفون عزائمها ويهولون الشر في نفسها، وكأنهم جنود للأعداء يثبطون الأمة، ويذلونها، والمسلم مطلوب منه ضبط النفس، وتقوية عزيمة الأمة، وإشاعة الثقة بالله ثم بهذا الدين، وتقوية روابط المجتمع، والحرص على لمّ الشعث، وجمع الكلمة، ووحدة الصف وتبصير الأمة بما ينفعها، وتحبيب الراعي لرعيته، والرعية لراعيها، والربط بين قلوب الجميع، والحرص على تضييق شقة الكلام الباطل حتى يعلم الناس ما يقولون وما يفعلون.
وبعض وسائل الإعلام المنحرفة من قنوات فضائية، أو وسائل معلوماتية، كالإنترنت وأمثالها في بعض ساحاتها، وفي بعض مواقعها أمور يقطع المسلم حقًا بكذب كثير منها أو كلها، ويعلم أن أولئك الناشرين لها هم أقوام لا حياء عندهم، ولا خوفًا