للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رغيبة (١) الفجر حُكْمُها وأحكامها (٢)

لفضيلة الدكتور: صالح بن علي الشمراني

الحمد لله حمدا يوافي نعمه، على خلقه وهدايته، وحفظه وعنايته،


(١) هكذا يطلق عليها فقهاء المالكية: قال خليل في مختصره: وهي رغيبة. وسميت كذلك لأنه مرغب فيها، والرغيبة عندهم مرتبة دون السنة وفوق النافلة تفتقر إلى نية. الشرح الكبير ١/ ٣١٨، حاشية الدسوقي ١/ ٣١٨. ولا شك في كونها مرغبًا فيها ترغيبا شديدا، وهذا وجه اختياري لهذا الاسم في عنوان البحث، وأما تسميتها بذلك عند المالكية وجعلها دون مرتبة السنة فمتعقب، بل هي من آكد السنن، بل قيل بوجوبها كما سيأتي، بل وأبعد بعض الحنفية وقال: يخشى على منكرها الكفر. البحر الرائق ٢/ ٥١. قال ابن عبد البر: من أصحابنا من يأبى أن يسميها سنة، ويقول: هما من الرغائب وليستا سنة. وهذا لا وجه له، ومعلوم أن أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها سنة يحمد الاقتداء به فيها إلا أن يقول صلى الله عليه وسلم: إن ذلك خصوص لي، وإنما يعرف من سنته المؤكدة منها من غير المؤكد بمواظبته عليها وندب أمته إليها، وهذا كله موجود محفوظ عنه صلى الله عليه وسلم في ركعتي الفجر، وتسميتها سنة هو قول الشافعي وإسحاق وأحمد بن حنبل وأبي ثور وداود وجماعة أهل العلم فيما علمت. الاستذكار ٥/ ٣٠٠.
(٢) أما حُكْمُها فمن حيث الوجوب وعدمه، وأما أحكامها فالمقصود الأحكام المتعلقة بها مما هو داخل في ماهيتها كالقراءة فيها أو خارج عن ماهيتها كالاضطجاع بعدها ونحو ذلك.