فطرنا على فطرته، وربانا بفضله ومنته، اللهم استعملنا في طاعتك، وأشغلنا في محاضن دينك، وشرد بنا أهل الصد عن سبيلك، وصل وسلم على نبيك وخليلك، كما هدانا إلى سواء سبيلك، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، وبعد:
فإن الملاحظ على بعض المصلين في صلاة الفجر اعتياد صلاة سنة الفجر بعد الفريضة، فالناظر في مساجد المسلمين بعد انتهاء الجماعة يلحظ أن ثمة عددا ليس بالقليل يتأخر عن إدراك أول الصلاة ثم يقوم بعدها بصلاة الراتبة، ولأن هذا الفعل صار ديمة من بعضهم حتى ظن بعض الجهال أنه مخير في أدائها قبل الصلاة وبعدها، وحيث كان هذا مخالفا للسنة فقد دعاني إلى بيان هذا الأمر، والكتابة في حكم هاتين الركعتين العظيمتين وبعض أحكامها، وهي أهل لأن تفرد ببحث فهي خير من الدنيا وما فيها، والكلام فيها يشتمل على مباحث وفق الخطة الآتية: