للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رجلا اضطجع بعد الركعتين فقال: احصبوه! أو ألا تحصبوه؟ (١)

الراجح:

الصحيح هو القول بمشروعيتها: قال ابن قدامة: اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وفعله أولى من اتباع من خالفه كائنا من كان (٢)

وقصر ذلك على من ركعهما في البيت دون المسجد قوي، وهو ظاهر فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ولعله المراد بالأمر في حديث أبي هريرة، خاصة أنه تقرر أن أداء السنة الراتبة في البيت هو أفضل كما سيأتي في المبحث الحادي عشر، ولأجل ذلك كان بعض السلف يحصبون من يفعله في المسجد، ولأن في ذلك صيانة للمساجد، وحفاظا على المروءة حين مخالطة أهل الفضل (٣) وقد صارت المساجد ولله الحمد كظيظا بالمصلين كما هو الحال في الحرمين وغيرهما، ولا يخفى ما في الاضطجاع في المساجد والحال هذه من البعد، والقول بقصر ذلك على من كان قد قام الليل وجيه كما اختاره ابن العربي، إذ هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم وهديه، ويتحقق بذلك الفصل والاستجمام لصلاة الصبح، ويستأنس له بحديث عائشة


(١) رواه ابن أبي شيبة ٢/ ٥٤. ') ">
(٢) المغني ٢/ ٥٤٢. ') ">
(٣) حاشية ابن عابدين ٢/ ٢١. ') ">