للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عباده] (١) وقال: [قوله صلى الله عليه وسلم: «وخالق الناس بخلق حسن». هذا من خصال التقوى، ولا تتم التقوى إلا به، وإنما أفرده بالذكر للحاجة إلى بيانه، فإن كثيرا من الناس يظن أن التقوى هي القيام بحق الله دون حقوق عباده، فنصَّ له على الأمر بإحسان العشرة للناس، فإنه كان قد بعثه إلى اليمن معلِّمًا لهم ومفقِّهًا وقاضيًا، ومن كان كذلك فإنه يحتاج إلى مخالقة الناس بخلق حسنٍ ما لا يحتاج إليه غيره ممن لا حاجة للناس به ولا يخالطهم، وكثيرًا ما يغلب على مَن يعتني بالقيام بحقوق الله والانعكاف على محبته وخشيته وطاعته إهمالُ حقوقِ العباد بالكلية أو التقصير فيها. والجمع بين القيام بحقوق الله وحقوق عباده عزيز جدًا لا يقوى عليه إلا الكمَّل من الأنبياء والصديقين] (٢)

وقال ابن القيم: [حسن الخلق قسمان: أحدهما: مع الله عز وجل وهو أن تعلم أن كل ما يكون منك يوجب عذرًا، وكل ما يأتي من الله يوجب شكرًا، فلا تزال شاكرًا له معتذرًا إليه سائرًا إليه، بَيْن مُطالعةِ مِنَّتِه وشهودِ عيب نفسك وأعمالك.

والقسم الثاني: حسن الخلق مع الناس، وجماعه أمران: بذل


(١) جامع العلوم والحكم ١/ ٣٩٨. ') ">
(٢) جامع العلوم والحكم ١/ ٤٥٤. ') ">