الأخلاق الفاضلة لها فضائل عظيمة، وثمار نبيلة في الدنيا والآخرة، ولذلك أمرنا الله تعالى بها فقال سبحانه:{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} وقال عز وجل: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}، فهي شرف كبير اختص الله بها من شاء من عباده الذين حملوا هذا الدين، وقاوموا به من الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام ثم مَن تبعهم بإحسان. فهي مِن أعظم الأمور التي دعا الإسلام إلى التحلي بها، ومن أعظم مقاصد بعثة الرسل عليهم الصلاة والسلام لما يترتب عليها مِن تزكية النفوس، وتهذيب الأخلاق، قال تعالى:{كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} قال ابن كثير: [يُذكّر تعالى عباده المؤمنين ما أنعم به عليهم من بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إليهم يتلو عليهم آيات الله مبينات، يزكيهم، أي: