للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يطهرهم من رذائل الأخلاق، ودنس النفوس، وأفعال الجاهلية، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ويعلمهم الكتاب، هو القرآن، والحكمة، وهي السنة، ويعلمهم ما لم يكونوا يعلمون، فكانوا في الجاهلية الجهلاء يسفهون بالقول الفرى، فانتقلوا ببركة رسالته، ويُمْن سفارته إلى حال الأولياء، وسجايا العلماء، فصاروا أعمق الناس عِلمًا، وأبرّهم قلوبًا، وأقلّهم تكلفًا] (١) وقال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ} قال ابن كثير: [{وَيُزَكِّيهِمْ} أي: يأمرهم بالمعروف، وينهاهم عن المنكر، لتزكو نفوسهم، وتطهر من الدنس والخبث، الذي كانوا متلبسين به في حال شركهم وجاهليتهم] (٢) وقال الله تعالى ممتدحا نبيه صلى الله عليه وسلم: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، قال ابن عباس رضي الله عنهما أي: إنك على دين عظيم، وهو الإسلام (٣) «ولما سأل سعد بن هشام رضي الله عنه أُمَّ المؤمنين


(١) تفسير القرآن العظيم لابن كثير: ١/ ١٩٥، ١٩٦. ') ">
(٢) تفسير القرآن العظيم لابن كثير: ١/ ٤٢٤. ') ">
(٣) انظر جامع البيان عن تأويل آي القرآن ٢٩/ ١٨. ') ">