للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العبادة، مثل أن يعبد الله ليمدحه الناسُ بحيث لو تعطل المدح لترك العبادة. ولذا قيل: الرياء الشرك الأصغر، أي إذا كان هو الباعث على العمل، ومثل ذلك أن يقاتل لأجل الغنيمة فلو أَيِس منها ترك القتال؛ فأما إن كان للنفس حظ عاجل وكان حاصلاً تبعًا للعبادة وليس هو المقصود فهو مغتفر، وخاصة إذا كان ذلك لا تخلو عنه النفوس، أو كان مما يُعين على الاستزادة من العبادة (١) (٢) فالإخلاص الذي يريده الله تعالى ويتوقف عليه قَبول العمل هو: إفراد الله تعالى بالطاعة، وقصده بها دون غيره، وتجريدها له سبحانه وتعالى، وتصفيتها من قصد الحمد والثناء، أو أي معنى آخر سوى التقرب بها إلى الله تعالى وحده لا شريك له (٣) ويوضح هذا ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال: [فإن الشهادة لله بأنه لا إله إلا هو، تتضمن إخلاص الإلهية له، فلا يجوز أن يتأله القلب غيره، لا بحب ولا خوف ولا رجاء، ولا إجلال ولا إكرام، ولا رغبة ولا رهبة؛ بل لا بد أن يكون الدين كله لله، كما قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ}


(١) انظر التحرير والتنوير ٢٣/ ٣١٨.
(٢) انظر التحرير والتنوير ٢٣/ ٣١٨. ') ">
(٣) انظر أعمال القلوب ١/ ٢٩٠. ') ">