للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وغيرهما عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يصاح برجل من أمتي يوم القيامة على رؤوس الخلائق فينشر له تسعة وتسعون سجلا، كل سجل منها مد البصر، فيقال هل تنكر من هذا شيئا؟ فيقول: لا يا رب. فيقول: لا ظلم عليك، فتخرج له بطاقة قدر الكف، فيها شهادة أن لا إله إلا الله، فيقول: أين تقع هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فتوضع هذه البطاقة في كَفَّة والسجلات في كَفَّة، فثقلت البطاقة وطاشت السجلات» (١) فهذه حال من قالها بإخلاص وصدق، كما قالها هذا الشخص، وإلا فأهل الكبائر الذين دخلوا النار كلهم كانوا يقولون لا إله إلا الله، ولم يترجح قولهم على سيئاتهم، كما ترجح قول صاحب البطاقة، وكذلك في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه فيها العطش فوجد بئرًا فنزل فيها فشرب، ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه


(١) انظر الجامع الصحيح ٥/ ٢٤، ٢٥، كتاب الإيمان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب: (١٧) ما جاء فيمن يموت وهو يشهد أن لا إله إلا الله، الحديث (٢٦٣٩)، وقال الترمذي: [هذا حديث حسن غريب]، وانظر سنن ابن ماجه ٢/ ١٤٣٧، كتاب الزهد، باب: (٣٥) ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة، الحديث (٤٣٠٠)، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير ٢/ ١٣٤٥، الحديث (٣١٧٦).