للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قولاً لا يفي به فقال جلّ وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ}، فلا يليق بالمؤمن الذي صَدّق اللهَ ورسولَه أن يقول القول الذي لا يُصَدّقه بالعمل، كما أنه ليس مِن الإيمان مخالفة الأعمال للأقوال (١) قال السعدي: [لِمَ تقولون الخير وتحثون عليه، وربما تمدحتم به وأنتم لا تفعلونه، وتنهون عن الشر وربما نزهتم أنفسكم عنه، وأنتم متلوثون به ومتصفون به. فهل تليق بالمؤمنين هذه الحالة الذميمة] (٢)؟.

٢ - استواء السريرة والعلانية في الحق، بأن يكون الباطن مثل الظاهر، أو خيرًا منه، فتكون الأعمال الصالحة الظاهرة التي يقوم بها المسلم ترجمة صادقة لما هو مستقر في باطنه، وأن يكون حرصه على هذه الأعمال السرية التي لا يعرفها الله تعالى أكثر من حرصه على الأعمال الظاهرة أو مثله، فبهذا تكون إرادة العبد من عمله وجه الله تعالى، ويكون إخلاصه فيه امتثالاً وانقيادًا لقوله


(١) انظر جامع البيان عن تأويل آي القرآن ٢٨/ ٨٣، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ٤/ ٣٥٧. ') ">
(٢) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (٨٥٨). ') ">