للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وينهى عن جميع صور الجور والظلم مع كل أحد. قال ابن عثيمين " الخلاف لم يكن في هذه الأمة في أصول دينها ومصادره الأصلية وإنما كان الخلاف في أشياء لا تمس وحدة المسلمين (١) ".

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية:

(وأمور الناس إنما تستقيم في الدنيا مع العدل الذي قد يكون فيه الاشتراك في بعض أنواع الإثم، أكثر مما تستقيم مع الظلم في الحقوق وإن لم يشترك في إثم، ولهذا قيل: (إن الله يُقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يُقيم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة: ويُقال: إن الدنيا تدوم مع العدل والكفر ولا تدوم مع الظلم والإسلام (٢)).

إنه في هذا العصر يحتاج المسلم الرجوع إلى منهج أهل السنة في الحكم على الأشخاص ليزن الأمور كلها بميزان القسط.

حيث أصبحت الأهواء هي التي تتحكم بالآراء والتوجيهات، حتى إن الإنسان قد يتغاضى عن أخطاء من يُحب مهما كانت كبيرة ويُبررها بل قد تتحول هذه الأخطاء إلى محاسن، وفي المقابل تراه إذا أبغض أحدًا - لهوىً في نفسه أو تقليدًا لغيره - جرَّده من جميع الفضائل، ولم ينظر إلاّ إلى سيئاته وزلاته يفخمها وينسى أو يتناسى محاسنه الأخرى مهما كانت بيّنة، وليس هذا الاضطراب في تقويم


(١) ابن عثيمين: الخلاف بين العلماء، ٤. ') ">
(٢) الفتاوى، ٢٨/ ١٤٦. ') ">