للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرجال فحسب، بل تعداه إلى عالم الكتب، فبعضهم إذا رأى خللاً في كتاب ما، رماه جميعه وضرب به عرض الحائط وشنع على مؤلفه وعلى من اقتناه أو قرأه، وهو يغفل إغفالا شديدًا عن الجوانب الإيجابية التي قدمها المؤلف، أو العكس يكون لو ارتضى كتابًا أو مؤلفًا.

فعين الرضا عن كل عيب كليلة ... كما أن عين السخط تبدي المساويا

ولم يقف هذا الخلل الفكري عند هذا الحد فحسب، بل تعداه إلى ما هو أعظم منه من التنازع والتقاطع بل البغي، فتفرقت كلمة الصالحين في الوقت الذي يحتاجون فيه إلى الترابط والتآلف.

يقول ابن تيمية: " وإذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا وإذا اجتمعوا صلحوا وملكوا، فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب (١) وهذه من صفات أهل البدع كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:

"فإن أكثرهم - أي أصحاب المقالات (٢) - قد صار لهم في ذلك هوىً أن ينتصر جاههم أو رياستهم وما نسب إليهم لا يقصدون أن تكون كلمة الله هي العليا، وأن يكون الدين كله لله، بل يغضبون على من خالفهم وإن كان مجتهدًا معذورًا لا يغضب الله عليه، ويرضون عمن يوافقهم وإن كان جاهلاً سيئ اقصد ليس له علم ولا حُسن


(١) الوصية الكبرى، ٥٢. ') ">
(٢) ويقصد رحمه الله في المقالات، أي الأقوال البدعية في العقائد. ') ">