للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال عليه الصلاة والسلام: «عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وه من الاثنين أبعد، ومن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، ومن سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن» (١)

نشأته: استمر الحال كما كانوا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولم نسمع بهذا الاسم إلا بعد أن حدثت الفتنة في عهد عثمان رضي الله عنه ثم ظهر التشيع في عهد علي رضي الله عنه، وما حدث في عهده من اختلاف وتَفرّق أدى إلى ظهور لقب أهل السنة والجماعة تلقائيًا، واشتهر على ألسنة العلماء مقابل فرق: (الخوارج (٢) الشيعة (٣)


(١) جزء من حديث رواه الترمذي، ك الفتن، ٢٠٩١، وقال حديث حسن صحيح غريب.
(٢) الخوارج: أطلق على النفر الذين خرجوا على علي رضي الله عنه بعد قبوله التحكيم عقب معركة صفين وطالبوه أن يعترف بالكفر ثم يتوب منه، وسموا بالحرورية لانحيازهم إلى حروراء قرب الكوفة، وظهروا كجماعة بعد التحكيم وعيّنوا شبث بن ربيعي التميمي أميرًا لهم، ومن أصولهم تكفير مرتكب الكبيرة، ووجوب الخروج على الأئمة إذا وقعوا في معصية، تكفير من رضي بالتحكيم، وإنكارهم للشفاعة. (انظر الفصل في الملل والنحل، ٤/ ١٥٦، د. أحمد جلي: دراسة من الفِرَق في تاريخ المسلمين، ٥١ وما بعدها).
(٣) الشيعة: ظهرت كردة فعل للخوارج، فبايعوا عليًا رضي الله عنه، ثم تطورت إلى القول بإمامته والطعن في خلافة مَن قبله، وهم فِرق كثيرة أهمها: الإمامية أو الاثنا عشرية لأنهم يقولون باثني عشر إمامًا من أهل البيت ابتداءً من علي رضي الله عنه إلى الحسين العسكري، أبرز أصولهم إمامة علي، والعصمة للأئمة، والعلم اللدني، والرجعة والتُقية، والغلو في علي رضي الله عنه إلى مرتبة الألوهية عند بعضهم، عندهم مصحف يسمى مصحف فاطمة غير القرآن. (انظر الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة، ٥٥، بتصرف).