والسبعون: فهي أهل السنة والجماعة من فريقي الرأي والحديث دون من يشتري لهو الحديث، وفقهاء هذين الفريقين وقراؤهم ومحدثوهم ومتكلمو أهل الحديث فيهم، كلهم متفقون على مقالة واحدة في: توحيد الصانع - وصفاته وأسمائه وفي عدله وفي حكمته وفي أبواب النبوة والإمامة وفي أحكام الآخرة وفي مسائل أصول الدين. وإنما يختلفون في:
الحلال والحرام من فروع وأحكام - أو بعض فروع العقائد - وليس بينهم فيما اختلفوا فيه منها تضليل ولا تفسيق.
وهم الفرقة الناجية، ويجمعها الإقرار بتوحيد الصانع وقدم صفاته الأزلية وإجازة رؤيته من غير تشبيه ولا تعطيل.
مع الإقرار بكتب الله ورسله وتأييد شريعة الإسلام وإباحة ما أباحه القرآن، وتحريم ما حرمه القرآن مع قبول ما صح من سنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم واعتقاد الحشر والنشر وسائر أمور الآخرة.
فمن قال بهذه الحجة التي ذكرناها، ولم يخلط إيمانه بها بشيء من بدع الخوارج والروافض والقدرية، وسائر أهل الأهواء فهو من جملة الفرقة الناجية، إن ختم الله له بها ودخل في هذه الجملة جمهور الأمة وسوادها الأعظم من أصحاب أحمد ومالك والشافعي وأبي حنيفة والأوزاعي وأهل الظاهر.
ولما سئل الإمام أحمد بن حنبل عن صفة المؤمن قال:
صفة المؤمن من أهل السنة والجماعة: من يشهد أن لا إله إلا الله